منظمة حقوقية توثّق مقتل 84 شخصاً تحت التعذيب في سوريا خلال 2024

منظمة حقوقية توثّق مقتل 84 شخصاً تحت التعذيب في سوريا خلال 2024
أحد سجون سوريا

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن “84 شخصا قتلوا تحت التعذيب في السجون السورية خلال الـ12 شهرا الماضية، حيث تم اعتقال 1161 مدنيا، بينهم عشرات النساء والأطفال” مؤكدة استمرار الاعتقالات والتعذيب والاختفاء القسري.

جاء ذلك في تقرير جديد للشبكة اليوم السبت بمناسبة مرور عام على قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 نوفمبر 2023، استجابة لدعوى قضائية قدمتها كل من كندا وهولندا ضد النظام السوري.

جرائم قتل واعتقالات

وتحت عنوان “عام على قرار محكمة العدل الدولية” قالت الشبكة في تقريرها إنه قتل خلال هذا العام أكثر من 84 شخصا تحت التعذيب، واعتقل 1161 مدنيا، بينهم 18 طفلا و43 سيدة.

وأوضح التقرير أن من بين هؤلاء المعتقلين، تم الإفراج عن 138 شخصا فقط، في حين أن 1023 شخصا لا يزالون في عداد المختفين قسريا، مما يشكل نسبة تزيد على 88% من إجمالي المعتقلين.

وذكر التقرير، الذي يتألف من 23 صفحة، أن “الحكومة السورية لم تتخذ أي خطوات جدية لوقف التعذيب أو اتخاذ إجراءات عملية للامتثال لمتطلبات قرار المحكمة الدولية، لافتا إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا منذ صدور القرار.

أطفال بين الضحايا

وذكر التقرير أنه وثق “وفاة 26 طفلا، ما يمثل نحو 31% من الضحايا، فيما تم تسليم جثامين 7 من الضحايا فقط إلى ذويهم.

 وأشار التقرير إلى أن حالات الوفاة تحت التعذيب “شملت 6 من اللاجئين الذين عادوا أو أُعيدوا قسرا، وتوفوا نتيجة التعذيب أو الإهمال في تقديم الرعاية الصحية، وهو ما يمثل حوالي 7% من إجمالي ضحايا التعذيب”.

وأوضح التقرير أن الشبكة وثقت في الفترة من 16 نوفمبر 2023 إلى اليوم السبت 43 حالة وفاة، من بينها 26 طفلا، تم تسجيلهم متوفين في السجل المدني دون ذكر سبب الوفاة، ودون تسليم الجثامين لذويهم أو الإعلان عن وفاتهم في حينه، وشملت هذه الحالات بعض الضحايا من أقارب معتقلين، إلى جانب نشطاء سياسيين وطلاب جامعيين.

المؤسسات الدولية

وأوصى التقرير محكمة العدل الدولية بضرورة تعزيز فعاليتها في القضية السورية، باعتبار أن هذه القضية تمثل اختبارا لمصداقية المحكمة وسلطتها، داعيا المحكمة إلى إصدار قرار بإجراءات مؤقتة إضافية.

كما أوصى مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على المسؤولين المتورطين في التعذيب والاعتقال التعسفي، وإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية